الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.الصرف: {يبغون}، فيه إعلال بالحذف بعد الإعلال بالتسكين، أصله يبغيون بضمّ الياء الثانيّة، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى الغين- إعلال بالتسكين- ولمّا التقى ساكنان حذفت الياء وزنه يفعون. .البلاغة: والثاني إنكار لأن يكون أحد حكمه أحسن من حكم اللّه تعالى، أو مساو له، كما يدل عليه الاستعمال وإن كان ظاهر السبك غير متعرض لنفي المساواة. 2- فن الإيغال: في قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} وهو فن طريف، وفحواه أن يستكمل المتكلم كلامه قبل أن يأتي بمقطعه، فإذا أراد الإتيان بذلك أتى بما يفيد معنى زائدا على معنى ذلك الكلام. وهو ضربان: إيغال تخيير وإيغال احتياط. وهو في هذه الآية إيغال تخيير. فإن المعنى قد تم بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا} ولما احتاج الكلام إلى فاصلة تناسب ما قبلها وما بعدها، أتت تفيد معنى زائدا، لولاها لم يحصل، وذلك أنه لا يعلم أن حكم اللّه أحسن من كل حكم إلا من أيقن أنه واحد حكيم عادل، ولذلك عدل عن قوله: {يعلمون} إلى قوله: {يوقنون}. .[سورة المائدة: آية 51] .الإعراب: جملة {يأيّها الذين...}: لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة {آمنوا}: لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة {لا تتخذوا...}: لا محلّ لها جواب النداء. وجملة {بعضهم أولياء...}: لا محلّ لها اعتراضيّة- أو تعليليّة. وجملة {من يتولّهم...}: لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة {يتولّهم منكم}: في محلّ رفع خبر المبتدأ «من». وجملة {إنّه منهم}: في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة {إنّ اللّه لا يهدي...}: لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة {لا يهدي...}: في محلّ رفع خبر إنّ. .الصرف: .[سورة المائدة: آية 52] .الإعراب: والمصدر المؤوّل {أن تصيبنا} في محلّ نصب مفعول به عامله نخشى. «الفاء» استئنافيّة «عسى» فعل ماض ناقص جامد {الله} لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع {أن يأتي} مثل أن تصيب، والفاعل هو {بالفتح} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يأتي}. والمصدر المؤوّل {أن يأتي} في محلّ نصب خبر عسى. {أو} حرف عطف {أمر} معطوف على الفتح مجرور مثله «من عند» جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأمر و«الهاء» ضمير مضاف إليه «الفاء» عاطفة سببيّة «يصبحوا» مضارع ناقص منصوب معطوف على {يأتي} وعلامة النصب حذف النون.. والواو اسم يصبح {على} حرف جرّ {ما} حرف مصدريّ، {أسرّوا} فعل ماض مبني على الضمّ والواو فاعل {نادمين} خبر أصبحوا منصوب وعلامة النصب الياء. والمصدر المؤوّل {ما أسرّوا} في محلّ جرّ بـ(على) متعلّق بـ {نادمين}. جملة {ترى الذين...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ اللّه لا يهدي. وجملة {في قلوبهم مرض}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}. وجملة {يسارعون}: في محلّ نصب حال من الموصول. وجملة {يقولون...}: في محلّ نصب حال من فاعل يسارعون. وجملة {نخشى...}: في محلّ نصب مقول القول. وجملة {تصيبنا دائرة}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}. وجملة {عسى اللّه...}: لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة {يأتي...}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}. وجملة {يصبحوا}: لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ. وجملة {أسروا}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}. الصرف {دائرة}، مؤنّث دائر وهو اسم فاعل من دار وزنه فاعل، وهو صفة غالبة يحذف معها الموصوف، وفي اللفظ إبدال حرف العلّة همزة لمجي ء حرف العلّة بعد ألف فاعل، وهذا القلب مطّرد. .[سورة المائدة: آية 53] .الإعراب: والواو فاعل «الهمزة» للاستفهام «ها» حرف تنبيه «أولاء» اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ {الذين} اسم موصول خبر {أقسموا} مثل آمنوا {باللّه} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أقسموا}، {جهد} مصدر في موضع الحال أي جاهدين، «أيمان» مضاف إليه مجرور و«هم» ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه «إنّ» حرف مشبّه بالفعل و«هم» ضمير في محلّ نصب اسم إنّ «اللام» لام القسم «مع» ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ و«كم» ضمير مضاف إليه {حبطت} فعل ماض.. و«التاء» للتأنيث «أعمال» فاعل مرفوع و«هم» مضاف إليه «الفاء» عاطفة «أصبحوا» فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم أصبح {خاسرين} خبر مرفوع. جملة {يقول الذين...}: لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة {آمنوا}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}. وجملة {هؤلاء الذين...}: في محلّ نصب مقول القول. وجملة {أقسموا...}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني. وجملة {إنهم لمعكم}: لا محلّ لها جواب القسم. وجملة {حبطت أعمالهم}: لا محلّ لها استئنافيّة، وهي من كلام اللّه تعالى لا من كلام المؤمنين. وجملة {أصبحوا خاسرين}: لا محلّ لها معطوفة على جملة حبطت أعمالهم. .الصرف: .البلاغة: 1- قسم يكون الإغراب منه في اللفظ وهو كثير. 2- قسم يكون الإغراب منه في المعنى. 3- قسم لا يكون الإغراب في معناه ولا في ظاهر لفظه، بل في تأويله، وهو الذي إذا حمل على ظاهره كان الكلام معيبا وإذا تؤوّل رده التأويل إلى نمط من الكلام الفصيح، فأماط عن ظاهره العيب. والآية الكريمة منه، فإن لقائل أن يقول: إن لفظة {أصبحوا} في الظاهر حشو لا فائدة فيه، فإن هؤلاء المخبر عنهم بالخسران قد أمسوا في مثل ما أصبحوا، ومتى قلت: أصبح العسل حلوا، كانت لفظة أصبح زائدة من الحشو الذي لا فائدة فيه، لأنه أمسى كذلك. وقد تحيل الرماني لهذه اللفظة في تأويل تحصل به الفائدة الجليلة التي لولا مجيئها لم تحصل، وهي أنه لما قال، لما كان العليل الذي بات مكابدا آلاما شديدة تعتبر حاله عند الصباح، فإذا أصبح مفيقا مستريحا من تلك الآلام رجي له الخير وغلب الظن برؤه وإفاقته من ذلك المرض وإذا أصبح كما أمسى تعيّن هلاكه.. وعلى هذا تكون لفظة {أصبحوا} قد أفادت معنى حسنا جميلا، وخرجت على كونها حشوا غير مفيد. .الفوائد: نزلت هذه الآية في عبد اللّه بن أبي وأصحابه، حيث كانوا يسارعون في موالاة اليهود والتقرب منهم، مبررين ذلك بأنهم يخافون أن يصيبهم مكروه، ويعنون بذلك ألا يتم أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم فيدور عليهم الأمر كما كان قبل محمد صلى الله عليه وسلم ونستفيد من هذه الآية أن المنافقين لا يعوّل عليهم في شي ء ولا يعتمد عليهم في أمر فهم متأرجحون. مرجفون خائفون مضطربون، لا يثبتون على حال ويقولون ما لا يفعلون، فهم أبطنوا الكفر وأظهروا الإسلام وحاربوه في السر {وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ}. فهم أصعب من العدو الظاهر وأشد خطرا من غيرهم. .[سورة المائدة: آية 54] .الإعراب: جملة النداء {يأيّها الذين}: لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة {آمنوا}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}. وجملة {من يرتدّ...}: لا محلّ لها جواب النداء. وجملة {يرتدّ...}: في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}. وجملة {يأتي اللّه}: في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة {يحبّهم}: في محلّ جرّ نعت لقوم. وجملة {يحبّونه}: في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحبّهم. وجملة {يجاهدون...}: في محلّ جر نعت آخر لقوم. وجملة {لا يخافون...}: في محلّ جر معطوفة على جملة يجاهدون. وجملة {ذلك فضل اللّه}: لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة {يؤتيه...}: في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ ذا. وجملة {يشاء}: لا محلّ لها صلة الموصول {من}. وجملة {اللّه واسع...}: لا محلّ لها استئنافيّة. .الصرف: {لائم}، اسم فاعل من لام الثلاثيّ وزنه فاعل، وفيه قلب الواو همزة لمجيئها بعد ألف فاعل وأصله لاوم، وهذا القلب مطّرد في كلّ فعل معتلّ. .البلاغة: .الفوائد: في هذه الآية اقترن جواب الشرط بالفاء بقوله تعالى: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} وهنا وجب اقترانه بالفاء لوقوع سوف في الجواب ولعله من المفيد أن نذكر بحالات وجوب اقتران جواب الشرط بالفاء وهي: 1- إذا كان الجواب جملة أسميه كقوله تعالى: {وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى}. 2- إذا كان الجواب جمله طلبية فعلها أمر أو مضارع مقترن بلام الأمر أو لا الناهية كقوله تعالى: {فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا}. 3- أن يكون فعل الجواب جامدا كقولنا: إن أحسنت فعسى أن يحبك الناس. 4- أن يكون مقترنا بـ {ما} كقولنا: إن عاقبت المسي ء فما قصّرت.
|